ارتجفت الأرض تحت قدميه، وتصاعد الغبار في الهواء مع كل نفس يخرجه الوحش المتوحش. توهجت أنيابه الطويلة بالكراهية، ونبض جلده المتشقق بخيوط سوداء من السم، واشتعلت عيناه بنار بدائية.
وقف آشن في وضعية قتال بدائية، ممسكًا بعصا خشبية من شجرة متحللة. كان ظهره لا يزال مثقلًا بجروح لم تلتئم من جراء المطاردة.
كان هذا هو الوحش الأول الذي واجهه منذ نفيه.
مخلوق من رتبة الدم الأول، يُعرف باسم "Rustcrawler" - وهو من نسل الأنواع الزاحفة القديمة التي ازدهرت على الدم الملوث ويمكنها تتبع نبضات الحياة في فريستها.
انقض الوحش دون سابق إنذار.
قفز أشين جانبًا، لكن مخالبه خدشت صدره، وخرجت صرخة ألم من حلقه. ارتطم بالأرض وتدحرج، والدم يسيل من كتفه.
"لا يوجد خيار... إما القتال أو الموت هنا."
زفر، وعيناه مثبتتان على أنفاس الوحش. تحرك في قوس واسع، متفاديًا، متعلمًا من كل هجوم.
ضربة - مراوغة - طين يُلقى في عيون الزاحف -
ركلة مفاجئة أسقطته لبضع لحظات -
ثم قفز على ظهره وغرس عصاه في رقبته المتعفنة.
صرخةٌ حادة. ارتجف الوحش وانهار بلا حراك.
وقف آشن فوق الجثة، يلهث، وصدره يضيق كأن الهواء نفسه قد ثقل. ثبتت عيناه على جثة الوحش، وتجمع الدم ببطء تحتها.
تلك اللحظة... كانت بداية المكالمة.
---
بعد ساعات من المعركة
جلس أشين بالقرب من النار، وهو ينظر إلى الجثة التي سلخها وقطعها للحصول على اللحم.
ولكن عينيه لم تكن على الجسد.
كان هناك سائل غريب يتسرب من قلب الوحش.
سائل داكن اللون يشبه الدم، يتوهج بشكل خافت مع خيوط مخفية.
"هل هذه... طاقة الدم؟"
تذكر كلمات الرجل العجوز، المدفونة في ذاكرته المختومة.
"يبدأ التهذيب بالتنفس... بالدم... بالقبول..."
استنشق ببطء.
مُركّز.
حاولت امتصاص طاقة الوحش بنفس عميق.
أصابته لسعة في أنفه، وتزايد الضغط في صدره، ثم انتشر ألم حارق مفاجئ في جميع أنحاء جسده.
"غكك!!"
تقيأ، وخرج من فمه سائل يشبه الدم.
لقد رفضه جسده.
ولكن في تلك اللحظة، تغير شيء ما.
---
داخل جسده...
حاول خيط خافت من الطاقة أن يتسرب إلى عضلاته، وعظامه، ودمه.
ولكنها توقفت.
وكأن بوابة قد أغلقت - حاجز غير مرئي يرفض ما هو غريب.
"لماذا؟"
سمع صوتًا في داخله - أو ربما لم يكن صوتًا، بل إحساسًا:
"التلطيف ليس انجرافًا أعمى... بل انسجام. الدم الأجنبي مرفوض ما لم يُفهم."
---
في اليوم التالي
جلس أشين بجانب جثة أخرى - هذه المرة، نبات غريب يُعرف باسم "جذر الشريان النائم"، وهو مشهور بحمل آثار من طاقة الدم.
حاول مرة أخرى. تنفس. ركز.
ولكن النتيجة كانت هي نفسها:
الرفض… التقيؤ… الضغط الداخلي.
ولكنه لم يعد جاهلاً.
هذه المرة، شعر بشيء مختلف.
وكأن الطاقة "تطرق الباب" بلطف.
وكأن جسده بدأ يفهم.
---
في الليلة الثالثة، بينما كان يحاول التخفيف باستخدام دم مخلوق طحلب، ترددت في ذهنه فكرة:
"لكل دم طبيعته، ولكل جسم حدوده.
"لا يتم قبول الدم الأجنبي... إلا إذا تم التوصل إلى تفاهم."
ابتسم رغم الألم.
لقد كان هذا هو الخيط الأول من البصيرة.
القانون الأول في فن التلطيف.
ولكنه كان لا يزال بعيدًا عن النجاح الحقيقي.
---
كان يجلس في الظلام، ينظر إلى السماء المليئة بالضباب الأحمر.
مسح الدم عن شفتيه، وقلبه ينبض ببطء...
ولكن مع كل نبضة، كان هناك عزم.
"سوف أتعلم."
سوف اخفف.
"وسأعيد الدم البدائي إلى عرشه."