Chapter Five: Bloodless Death

حلّ الليل، والضباب الأحمر لا يزال يلتفّ كالأفعى حول جذوع الأشجار المتعفنة في أعماق البرية الشاسعة. عوت الرياح بين الصخور، كما لو أن أرواحًا تائهة تصرخ مُنذِرةً بالموت.

ترنح آشن على قدميه، وجسده غارق في الدماء، وعضلاته على وشك الانهيار. لم يتناول طعامًا حقيقيًا منذ أيام، ومنذ الليلة السابقة، وهو يطارد ظلًا شعر أنه يراقبه من بعيد. لم يكن وحشًا عاديًا.

فجأة... خرج من العشب.

ثعبان.

ليس ضخمًا، بل يزيد طوله عن أربعة أمتار، وجلده بلون الرماد المحروق. كانت عيناه مزدوجتين، يفصل بينهما شق أحمر متوهج. ورغم سكونه، انبعث منه ضغط مرعب، كما لو أن الهواء المحيط به خانق.

همس آشين في نفسه، "السم... جسد هذا الشيء بأكمله عبارة عن سم."

لم تكن لديه أي تقنيات، ولا طاقة نقية.

لكن كان لديه شيء آخر - قوة الإرادة.

انقضّ الثعبان، وكانت اندفاعته الأولى كالبرق، لكنه انحرف في اللحظة الأخيرة. رمى آشن نفسه إلى الوراء، وأمسك بحجر كبير، وقذفه بكل قوته. ارتطم الحجر برأس الثعبان، لكن المخلوق لم يتوقف، بل ازداد غضبه.

احتدمت المعركة بين الأشجار، فوق الصخور، تحت الجذور. استخدم أشين كل مهارة بقاء عرفها: التسلق، والقفز، والسحق بالأغصان، والطعن بأظافر حادة، ورمي الرمال في عينيه.

ولكن مع كل ضربة، انهار جسده أكثر.

"ليس لدي أي تقنيات... ولا دم نقي... حتى هذا الجسد... بالكاد يصمد."

وبينما التفت الثعبان حوله في حلقة قاتلة، زفر آشين بعمق، ثم ألقى كل ما لديه في لكمة واحدة موجهة إلى رأس الثعبان.

صرخة.

رجفة.

تدفقت قوة ساحقة عبر صدره، كما لو أن شيئًا عميقًا في الداخل ... قد تحرر.

فجأة، انفجرت القوة بداخله.

ألم في كل عضلة. نبض حاد في قلبه. غلى دمه، وصرخت عظامه.

"آآآآآه!!"

سقط على ركبتيه، لكن عينيه أضاءتا بنور أحمر خافت. لم يعد جسده كما كان. في داخله، استيقظت سلالة...

ولكنها لم تكن مجرد سلالة دم.

لقد كان سلالة مختومة - إرث العشيرة بأكملها.

في لمح البصر، تحرك بسرعة مضاعفة. ضرب الثعبان في رقبته، وقفز عليه، وطعن عينه، واقتلع أنيابه. معركة ضارية ووحشية. تحطمت الصخور، وتشققت الأشجار، وتردد صدى هدير الألم في البرية.

وأخيرًا… سقط الثعبان.

ميت.

ولكن آشين لم يكن منتصرا.

بدأ جسده يتمزق من الداخل. سال الدم من أنفه وفمه وحتى عينيه. تشقق جلده وانفجرت عروقه.

"هذا السلالة... قوية جدًا بالنسبة لي."

وبدون تفكير، زحف إلى جثة الثعبان، وغرز يده في قلبه، وشرب جوهر دمه - نيئًا وغير مكرر.

لحظة صمت.

ثم... السم.

صرخ. ارتجف جسده كأوراق الشجر في عاصفة. حرارة، ثم برودة، ثم خدر. بدأ قلبه يتباطأ.

ولكنه لم يمت.

لأن شيئاً آخر حدث.

بدأت سلالة دمه... تمتص السم، تهضمه، تُنقيه.

"مستحيل…"

اتسعت عيناه. شعر بطاقة جديدة تسري في عضلاته. شُفي جلده. اختفى السم - وتحول إلى قوة خالصة.

ثم سمع الصوت في داخله:

"قدرتك... هي تنقية الدم دون تقنية."

كل شيء هدأ.

جلس آشن، يتنفس ببطء، يحدق في يديه. شعر بتغير في قوته.

"هذه... بدايتي الحقيقية."

بدأ يتحدث، وكأنه يشرح كل شيء لنفسه - أو لشخص يستمع من وراء الفراغ:

رتبة متدرب الدم... هي بداية طريق الصقل، بداية أي محارب دم حقيقي. تنقسم إلى ثلاث مراحل فرعية، كل منها تحدد قوتك البدنية الخام.

رفع يده، ونظر إليها بينما تابع:

تتراوح المرحلة الأولى بين ١٠٠ و١٠٠٠ كيلوغرام من القوة العضلية الصرفة. في الذروة، لا يمكنك التقدم إلا بكسر حواجزك الداخلية. تبدأ المرحلة الثانية من ٢٠٠٠ كيلوغرام وتصل إلى ٤٠٠٠ كيلوغرام. هنا، تتضاعف قوة الجسم، وتبدأ العظام بالتصلب، وتظهر أولى علامات الدفاع الطبيعي.

المرحلة الثالثة... تتراوح من ٥٠٠٠ إلى ١٠٠٠٠ كيلوغرام. الوصول إلى هذا المستوى يجعلك أقرب إلى الوحش منه إلى الإنسان. في هذه المرحلة تبدأ القدرات الشخصية بالظهور. أخطرها... هو جنون الدم.

على الرغم من الألم، ابتسم آشين بخفة:

لا يُفعّل جنون الدم إلا بعد تجاوز المرحلة الثالثة. له خمسة مستويات، كل نجمة تزيد القوة والسرعة وردود الفعل بمقدار أكبر.

"نجمة واحدة: +10% إلى القوة والسرعة وردود الفعل.

نجمتان: +25%.

ثلاث نجوم: +40%.

أربع نجوم: +60%.

خمس نجوم: +100%—مضاعفة كاملة، بالإضافة إلى تجديد الدم السريع."

لا يمكن ترقية هذه القدرة. عدد النجوم ثابت منذ البداية. ما يجعلها مرعبة حقًا هو أنها تتدرج مع نموك، ولا تفقد فعاليتها أبدًا.

أغمض عينيه وأضاف:

"وفقط أولئك الذين يصلون إلى الذروة المطلقة... قمة رتبة متدرب الدم، 10000 كيلوغرام... يمكنهم فتح قدرة التحكم المباشر في الدم: ارتداد الدم."

"من خلالها، يمكنك التحكم بدمك خارج جسمك ضمن نطاق قصير، وتشكيله إلى خيوط حادة للهجوم أو حجاب دموي لصد الضربات... هذا هو فن الدم الحقيقي."

زفر آشين بصوت أجش:

"لكنني... لم أصل إلى أدنى مرحلة بعد."

مرت الدقائق...

عاد الألم، بل ازداد سوءًا. انشق جلده مجددًا. برزت عروقه، وارتجفت أصابعه.

لقد صرخ.

انهار.

ولكن هذه المرة لم يقاوم.

"أفهم الآن... أنا ضعيف."

"لا يمكن لجسدي أن يحتوي على هذا السلالة... ما لم أقوي نفسي، فسوف يمزقني من الداخل."

في الظلام، كان مستلقيا على الأرض الباردة، يتنفس بصعوبة، وعيناه تحدقان في السماء.

لكن عقله كان صافيا.

"هذا الطريق لن يتوقف بسبب الألم."

"سوف أوقفه... من خلال التحسين."

وهكذا... بدأ فصل جديد في رحلته.